إنتر ميلان يقصي برشلونة من دوري الأبطال ليلة سقوط البلوغرانا في الكامب نو
في مشهد يعكس التحولات الكبرى في خارطة كرة القدم الأوروبية، تمكن نادي إنتر ميلان الإيطالي من تحقيق نتيجة تاريخية أقصت برشلونة الإسباني من دوري أبطال أوروبا. وجاءت هذه النتيجة الصادمة لتؤكد أن أمجاد الماضي وحدها لا تصنع الحاضر، وأن العودة إلى القمة تحتاج أكثر من مجرد اسم كبير وتاريخ عريق.
صراع المجموعة: البداية الصعبة لبرشلونة
وقع برشلونة في مجموعة صعبة منذ بداية دور المجموعات، إلى جانب فرق قوية مثل بايرن ميونخ وإنتر ميلان. ورغم التعاقدات الصيفية الكبيرة، التي ضمت أسماء مثل ليفاندوفسكي، رافينيا وكوندي، لم ينجح الفريق في فرض سيطرته على المجموعة كما كان متوقعاً. خسر أمام بايرن ميونخ، وتعادل وخسر أمام إنتر، ما عقد حظوظه في التأهل المبكر.
إنتر ميلان: التنظيم التكتيكي والانضباط
الفريق الإيطالي، بقيادة مدربه المحنك، لعب بخطة دفاعية محكمة، تعتمد على الانتشار الذكي والضغط في منتصف الملعب، مع الاعتماد على المرتدات السريعة بقيادة لاوتارو مارتينيز ونيكولو باريلا. كان واضحًا منذ بداية اللقاء أن إنتر لا يسعى فقط للدفاع، بل يملك نية واضحة للهجوم واستغلال الأخطاء الدفاعية المتكررة من برشلونة.
في مباراة الإياب التي كانت حاسمة على ملعب "كامب نو"، دخل برشلونة متوتراً تحت ضغط جماهيره وتاريخه، لكنه ارتكب الأخطاء ذاتها: تمركز سيئ في الخلف، ضعف في التغطية، وانعدام الفاعلية الهجومية في اللحظات الحاسمة.
الدراما تتكرر: برشلونة خارج البطولة مبكرًا
بخسارته أو تعادله في المواجهات المباشرة مع إنتر، بات برشلونة مطالبًا بالاعتماد على نتائج الفرق الأخرى، وهو ما لم يحدث. وخروج الفريق من دور المجموعات للعام الثاني على التوالي أثار عاصفة من الانتقادات، سواء على مستوى الإدارة الفنية أو التعاقدات التي لم تؤتِ أكلها حتى الآن في البطولات الكبرى.
جماهير برشلونة: غضب وحسرة وأسئلة بلا إجابة
الجماهير الكتالونية عبّرت عن استيائها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واعتبرت أن مشروع إعادة بناء برشلونة ما زال في مراحله الأولى، وربما يحتاج إلى مراجعة شاملة. البعض ألقى باللوم على المدرب، وآخرون حمّلوا الإدارة مسؤولية التسرع في التعاقدات وبيع لاعبين شباب واعدين من أجل صفقات جاهزة لم تصنع الفارق.
إنتر ميلان: عودة للواجهة الأوروبية
في المقابل، فإن إنتر ميلان أكد من جديد أنه رقم صعب في أوروبا. تأهله المستحق إلى دور الـ16 بل وأبعد من ذلك، يُظهر أن الفرق الإيطالية عادت تدريجياً إلى بريقها القاري. التنظيم والانضباط، إلى جانب الواقعية التكتيكية، جعلت من إنتر خصمًا لا يُستهان به، قادرًا على الإطاحة بأي فريق، حتى ولو كان بحجم برشلونة.
خاتمة: دروس من السقوط
إقصاء برشلونة على يد إنتر ميلان ليس مجرد خسارة مباراة أو خروج من بطولة؛ إنه مؤشر على واقع جديد في كرة القدم الأوروبية، حيث لم تعد الأسماء تكفي، ولم يعد التاريخ يضمن الفوز. الفرق اليوم تبني أمجادها على أساس التخطيط، الالتزام، والتطوير المستمر، وهو ما يتوجب على برشلونة إدراكه عاجلاً إن أراد العودة لمنصات التتويج